الامير مشرف احتل الصداره
عدد الرسائل : 782 العمر : 54 العمل/الترفيه : موظف المزاج : هادى كيف تعرفت علينا : صديق علم بلدك : دعائك بمزاجك : وظيفتكـ : جنسكـ : تاريخ التسجيل : 21/08/2008
| موضوع: نزول الوحى على النبي صلى الله عليه وسلم السبت سبتمبر 13, 2008 8:55 am | |
| الوحي كان محمد صلى الله عليه وسلم يكثر من الذهاب الى غار حراء ، فيجلس وحده فيه أياما بلياليها ؛ يفكر في خالق هذا الكون بعيدا عن الناس و ما يفعلونه من آثام ، و لقد كان يمشي تلك المسافة الطويلة و يصعد ذلك الجبل العالي ، ثم يعود الى مكة ليتزود بالطعام و يرجع إلى ذلك الغار ، و ظل مدة لا يرى رؤيا الا و تحققت كما رآها ، و بدأت تحدث له اشياء عجيبة لا تحدث لأي إنسان آخر، فقد كان في مكة حجر يسلم عليه كلما مر به ، قال صلى الله عليه وسلم : (إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن ابعث، إني لأعرفه الآن) [مسلم]. و كان النبي صلى الله عليه و سلم يجلس ذات يوم في الغار ، و اذا بجبريل - عليه السلام - ينزل عليه في صورة رجل و يقول له: اقرأ. وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف القراءة ولا الكتابة ، فخاف و ارتعد ، و قال للرجل : ما أنا بقارئ . و إذا بجبريل -عليه السلام- يضم النبي صلى الله عليه وسلم إليه بشدة ، ثم يتركه ويقول له: اقرأ. فقال محمد: ما أنا بقارئ. وتكرر ذلك مرة ثالثة، فقال جبريل: {اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم} _[العلق:1-3]. فكانت هذه أولى آيات القرآن التي نزلت في شهر رمضان على رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو في السنة الأربعين من عمره . رجع محمد صلى الله عليه وسلم إلى بيته مسرعا ، ثم رقد وهو يرتعش ، وطلب من زوجته أن تغطيه قائلا: (زملونى، زملونى) وحكى لها ما رآه في الغار، فطمأنته السيدة خديجة، وقالت له: كلا والله لا يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل (الضعيف) و تكسب المعدوم ، و تقري (تكرم) الضيف ، و تعين على نوائب الحق ، فلما استمع النبي صلى الله عليه وسلم إلى كلام السيدة خديجة، عادت إليه الطمأنينة، وزال عنه الخوف والرعب، وبدأ يفكر فيما حدث.
حكاية ورقة بن نوفل : و كان للسيدة خديجة ابن عم ، اسمه ( ورقة بن نوفل ) على علم بالديانة المسيحية فذهبت اليه و معها زوجها ؛ ليسألاه عما حدث ، فقالت خديجة لورقة : يابن عم اسمع من ابن أخيك، فقال ورقة: يابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بالذي حدث في غار حراء، فلما سمعه ورقة قال : هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى ، ثم اخبره ( ورقة ) أنه يتمنى أن يعيش حتى ينصره ، و يكون معه عندما يحاربه قومه، و يخرجونه من مكة ، فلما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك تعجب و سأل ورقة قائلا: أو مخرجي هم ؟ فقال له: نعم، لم يأتِ أحد بمثل ما جئت به إلا عودي ، ومنذ ذلك اليوم والرسول صلى الله عليه وسلم يزداد شوقا لوحي السماء الذي تأخر نزوله عليه بعد هذه المرة .
عودة الوحي : وبعد فترة ، وبينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي إذا به يسمع صوتا ، فرفع وجهه إلى السماء ، فرأى الملك الذي جاءه في غار حراء جالسا على كرسي بين السماء و الأرض ، فارتعد الرسول صلى الله عليه وسلم من هول المنظر ، و أسرع إلى المنزل ، وطلب من زوجته أن تغطيه، قائلا: دثرونى . دثرونى، وإذا بجبريل ينزل إليه بهذه الآيات التي يوجهها الله إليه : {يا أيها المدثر . قم فأنذر . وربك فكبر . وثيابك فطهر . والرجز فاهجر} _[المدثر: 1-5] وفي هذه الآيات تكليف من الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يدعو الناس. الدعوة إلى الإسلام سرا: كان الناس في مكة يعبدون الأصنام منذ زمن بعيد ، وقد ورثوا عبادتها عن آبائهم وأجدادهم ؛ فبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الإسلام سرا ، و بدأ بأقرب الناس إليه ، فآمنت به زوجته خديجة بنت خويلد ، وآمن به أيضا ابن عمه علي بن أبي طالب ، و كان غلاما في العاشرة من عمره ، و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يقوم بتربيته ، و كان صديقه أبو بكر أول الذين آمنوا به من الرجال ، و كان ذا مكانة عظيمة بين قومه ، يأتي الناس إليه و يجلسون معه ، فاستغل أبو بكر مكانته هذه وأخذ يدعو من يأتي إليه ويثق فيه إلى الإسلام ، فأسلم على يديه عبدالرحمن بن عوف ، و عثمان بن عفان ، و الزبير ابن العوام ، و طلحة بن عبيد الله .. و غيرهم . و لم تكن الصلاة قد فرضت في ذلك الوقت بالكيفية التي نعرفها ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بأصحابه الذين أسلموا سرا ركعتين قبل طلوع الشمس و ركعتين قبل الغروب ، و ذلك في مكان بعيد عن أعين الكفار . وذات يوم كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه في شعب من شعاب مكة ، إذ أقبل عليهم أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم والذي لم يؤمن برسالته، فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه يصلون، سأله عن هذا الدين الجديد، فاخبره الرسول صلى الله عليه وسلم به لأنه يثق في عمه و يامل أن يدخل الإسلام ، ولكن أبا طالب رفض أن يترك دين آبائه و اجداده و طمأن النبي صلى الله عليه وسلم و تعهد بحمايته من أعدائه ، و أوصى ابنه عليا أن يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و استمر الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو قومه سرا ، و عدد المسلمين يزداد يوما بعد يوم ، و يقوى الإيمان في قلوبهم بما ينزله الله عليهم من القرآن الكريم ، و ظلوا هكذا ثلاث سنوات .
| |
|